فيتامين سي أو حمض الإسكوربيك: الفوائد وعوامل خطر نقص Vitamin C

فيتامين سي، أو حمض الأسكوربيك، هو أحد الفيتامينات الأساسية التي يحتاجها الجسم لضمان أداء وظائفه الحيوية بشكل صحيح. وعلى الرغم من أهمية هذا الفيتامين، إلا أن الجسم لا يستطيع تصنيعه بنفسه، مما يجعل من الضروري الحصول عليه من المصادر الغذائية أو المكملات. يتميز فيتامين سي بخصائص متعددة تدعمه ليكون جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي اليومي. في هذا المقال، سنتعرف على فوائد فيتامين سي العديدة، مصادره الطبيعية، وأهمية تناول الكميات الموصى بها لضمان الصحة العامة.

فيتامين سي – (Vitamin C)

إليك بعض المعلومات المهمة عن فيتامين C المفيد للصحة العامة. في هذه الفقرة سوف نتعرف على ماهو هذا الفيتامين؟ وسوف نتعرف على فوائده للصحة العامة، والكثير من المعلومات الأخرى.

1. ما هو فيتامين سي – Vitamin C؟

فيتامين C (Vitamin C) أو حمض الأسكوربيك (Ascorbic acid)، هو عنصر غذائي أساسي يحتاجه الجسم، إلا أن الجسم لا يستطيع تصنيعه. كما يُعد Vitamin C مهمًا لتكوين الكولاجين، وإنتاج بعض النواقل العصبية، والمساعدة في امتصاص الحديد. بالإضافة إلى ذلك، دوره الفعال في تعزيز المناعة والتئام الجروح. كما يتمتع Vitamin C بخصائص مضادة للأكسدة، مما يساهم في تقليل أضرار الجذور الحرة، وقد يساعد في الوقاية من أمراض السرطان والقلب ¹.

الجسم يمتص فيتامين C ² بفعالية عند أخذ جرعات معتدلة منه، بينما ينخفض امتصاص الفيتامين عند الجرعات العالية. كما يُفرز الزائد عن حاجة الجسم في البول. بالإضافة إلى ذلك، تتوزع أعلى تركيزاته في خلايا الدم البيضاء والعينين والغدد، مما يعكس أهميته البيولوجية. قد يحدث عن نقص فيتامين C الحاد داء الأسقربوط (Scurvy)، وهو عبارة عن مرض خطير يرتبط بضعف الأنسجة وخلل في الوظائف الحيوية ³.

2. لماذا فيتامين سي مهم للصحة العامة؟

فيتامين C مهم للجسم والصحة العامة بشكل كبير جدًا، وهو من الفيتامينات الرئيسية التي يحتاجها الجسم يوميًا. كما يحتوي Vitamin C على العديد من الوظائف المهمة في الجسم ⁴، بما في ذلك:

• يساهم في الحفاظ على صحة وسلامة البشرة من خلال دعم تكوين الكولاجين.
• يساعد في تقوية العظام والوقاية من الكسور عبر دوره في تحسين امتصاص الكالسيوم وتنشيط الخلايا البانية للعظم.
• يعزز من سلامة الأوعية الدموية ويقلل من هشاشتها.
  يُعد ضروريًا في تكوين وصيانة الأنسجة الضامة، بما في ذلك الأربطة والأوتار.
• يُسهم بشكل فعّال في تسريع التئام الجروح وتجديد الأنسجة التالفة.
• يلعب دورًا مهمًا في دعم الجهاز المناعي وتعزيز القدرة الدفاعية للجسم ضد العدوى.
• يحسن من امتصاص الحديد غير الهيمي من الغذاء، ما يساعد في الوقاية من فقر الدم

هناك بعض الأبحاث تشير إلى أن أخذ فيتامين C قد يقلل من مدة أعراض نزلات البرد الشديدة. لذلك، ينبغي تناول فيتامين C كل يوم بانتظام كجزء أساسي من نظام غذائي صحي مفيد للجسم.

للمزيد: أفضل طرق العناية بالبشرة لجميع أنواع البشرة

3. هل يجب تناول مكملات غذائية لفيتامين سي؟

تُستخدم مكملات فيتامين C غالبًا في صورة حمض الأسكوربيك ¹، بتوافر حيوي مماثل للطبيعي الموجود في الأطعمة مثل البرتقال والبروكلي ⁵ – ⁶. كما تشمل الأشكال الأخرى أسكوربات الصوديوم، الكالسيوم، مركبات معدنية، وإستر-سي، وهو مزيج من عدة مشتقات ⁷.

أظهرت دراسة أن إستر-سي وحمض الأسكوربيك وفرا مستويات متشابهة في البلازما. لكن إستر-سي زاد من تركيز فيتامين C في كريات الدم البيضاء بعد 24 ساعة ⁸. بينما لم تجد دراسة أخرى فروقًا بين ثلاثة أشكال مختلفة ⁷. وبسبب النتائج والتكلفة المنخفضة، يُفضل استخدام حمض الأسكوربيك البسيط كمصدر للمكملات ⁷.

4. الكمية المقترحة يوميًا من فيتامين سي

أن تناول فيتامين C كل يوم أمرًا ضروريًا لتعزيز الصحة العامة ⁹. لكن يجب العلم أن الكمية الموصى بها يوميًا من Vitamin C تختلف على حسب العمر، وبعض العوامل الأخرى، تابع ما يلي:

• الذكور البالغون يحتاجون إلى 90 ملغ من Vitamin C كل يوم.
• الإناث البالغات يحتاجون إلى 75 ملغ من Vitamin C كل يوم.
• المرضعات يحتاجون إلى 120 ملغ من Vitamin C كل يوم.
• المدخنين يحتاجون إلى إضافة 35 ملجم من Vitamin C كل يوم.

ينبغي استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء بتناول مكملات فيتامين C بشكل منتظم، وذلك لتحديد الجرعة المناسبة بناءً على احتياجاتك الصحية الفردية والحالة الطبية العامة.

كذلك، تناول كميات غير مدروسة، سواء بالزيادة أو النقصان، قد يؤدي إلى تأثيرات غير مرغوبة. لذلك، فإن التوجيه الطبي يشكل خطوة ضرورية لضمان الاستخدام الآمن والفعّال لهذا الفيتامين.

للمزيد: علاج وأعراض ومسببات حساسية الجلد

فوائد فيتامين سي

يُعدّ فيتامين C من الفيتامينات الأساسية التي لا يستطيع الجسم تصنيعها ذاتيًا. كما أن قدرته على تخزينه محدودة ¹⁰. لذلك، من الضروري الحصول عليه بشكل منتظم من خلال النظام الغذائي اليومي الذي يحتوي على مصادر طبيعية غنية بهذا الفيتامين، مثل الفواكه الحمضية والخضروات الطازجة، لضمان تلبية الاحتياجات الفسيولوجية والمحافظة على الوظائف الحيوية التي يعتمد فيها الجسم على هذا الفيتامين، مثل دعم الجهاز المناعي وتعزيز تكوين الكولاجين.

إليك الآن مجموعة من فوائد فيتامين C، كونه مفيدًا للعديد من العمليات الأيضية، بما في ذلك:

1. فيتامين C ضروري لتخليق الكولاجين

تناول فيتامين C يوميًا مهمًا للغاية، لأن له دورًا أساسيًا في عملية تخليق الكولاجين ¹¹. الكولاجين هو بروتين بنيوي حيوي يتواجد في الأنسجة الضامة. كما يُعد الكولاجين عنصرًا ضروريًا للحفاظ على قوة وسلامة الجلد، والأوعية الدموية، والعظام، والأربطة. كما يساهم بشكل فعال في التئام الجروح وتعزيز تجديد الأنسجة.

للمزيد: الطحالب الضارة والسموم التي تنتجها: ما يجب أن تعرفه لحماية نفسك وبيئتك

2. فيتامين C يمتلك خصائص مضادة للأكسدة

يُعد فيتامين C من مضادات الأكسدة القوية ¹². ذلك لأنه يعمل على تحييد الجذور الحرة الناتجة عن العمليات الاستقلابية. والتي بدورها قد تُلحق الضرر بالخلايا من خلال التأثير على الأغشية الخلوية والبروتينات والحمض النووي. كما يساهم هذا الدور الوقائي في تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي داخل الجسم.

3. تناول فيتامين C يعزز امتصاص الحديد

بفضل تناول فيتامين C يوميًا، فأن جسمك يحصل على كميات وفيرة من الحديد. ذلك لأن فيتامين C مهمًا لامتصاص الحديد غير الهيمي (non-heme iron) ¹³، والذي يوجد في المصادر النباتية، مثل: الخضروات الورقية، البقوليات، وذلك من خلال تحويله إلى شكل يسهل امتصاصه في الأمعاء الدقيقة، مما يساعد في وقاية الجسم من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.

4. فيتامين C مفيدًا لدعم الجهاز المناعي

من أهم فوائد فيتامين C أن له دورًا مهمًا في دعم الوظيفة المناعية ¹⁴ – ¹⁵. لا سيما من خلال تحفيز نشاط الخلايا الليمفاوية والبلعميات (macrophages). بالتالي، يعزز الاستجابة المناعية ضد العوامل المرضية، ويساهم في تقصير مدة وشدة العدوى.

5. لفيتامين C وظائف بيولوجية أخرى

فيتامين C يشارك في العديد من التفاعلات البيوكيميائية، والتي من بينها دوره كمساعد إنزيمي في تخليق النواقل العصبية، مثل: الدوبامين، النورأدرينالين ¹⁶. كذلك، مفيدًا في تصنيع الكارنيتين اللازم لإنتاج الطاقة الخلوية. وبالتالي، من الضروري تناول فيتامين C كل يوم للحفاظ على صحتك العامة.

مصادر فيتامين سي

يمكن الحصول على فيتامين C من خلال مجموعة من الأطعمة الغذائية الصحية ¹⁷، بما في ذلك: الخضروات والفواكه وحبوب الإفطار المدعمة ¹⁸. لذلك، إذا كنت ترغب في تناول فيتامين C كل يوم من نظامك الغذائي ¹⁹، يجب مراجعة هذه القائمة من مصادر الفيتامين ¹.

وبالحديث عن مصادر فيتامين C المفيدة للصحة العامة ²⁰، يجب استشارة طبيب معالج عن الكمية الموصى بها يوميًا من مصادر Vitamin C المتنوعة ²¹. إليك الآن مجموعة من أهم مصادره الطبيعية ²²، تابع ما يلي:

1. اسماء الفواكه والكمية الموصى بها من فيتامين C

• الجوافة 55 جرامًا
• البرتقال 131 جرام
• الكيوي 69 جرام
• الجريب فروت (وردي أو أحمر أو أبيض) 166 جرام
• الفراولة 67 جرام
• البابايا 70 جرام
• الشمام 80 جرام
• مانجو 104 جرام
• اليوسفي 76 جرام
• فاكهة النجمة 54 جرام
• البطيخ العسلي 85 جرام

2. اسماء الخضروات والكمية الموصى بها من فيتامين C

• الفلفل الحلو الأحمر 68 جرام
• الفلفل الحلو الأخضر 68 جرام
• بروكلي 78 جرام
• قرنبيط 62 جرام
• طماطم 120 جرام
• السبانخ الصينية 66 جرام
• الملفوف الأبيض الصيني 85 جرام
• الخردل الأخضر 70 جرام
• جذر اللوتس 60 جرام
• البروكلي الصيني 44 جرام

هذه كانت مجموعة من الخضروات والفواكه التي تحتوي على فيتامين C. بالتالي، يجب تناول هذا الفيتامين كل يوم للحصول على كميات وفيرة منه بغرض تعزيز جهاز المناعة والحد من الأمراض الخطيرة.

الدراسات والأبحاث حول دور فيتامين سي لبعض الحالات

تشير العديد من الدراسات العلمية إلى وجود علاقة بين تناول فيتامين C بانتظام وبعض الحالات الصحية، منها الأورام الخبيثة (السرطان)، وأمراض الجهاز التنفسي العلوي مثل نزلات البرد، وكذلك بعض أمراض العين ²³، تابع ما يلي:

1. السرطان وفيتامين سي

يرتبط اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات – وهي مصادر طبيعية لفيتامين C – بانخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي، القولون، والرئة ²⁴. ومع ذلك، لا تزال الآلية الدقيقة غير واضحة، ولا يمكن الجزم بأن فيتامين C وحده هو العامل الوقائي الرئيس. كما لم تثبت مكملات فيتامين C الفموية فعالية واضحة في الوقاية من السرطان أو علاجه.

للمزيد: فوائد تناول الجبن القريش كل يوم منها التخسيس وبناء العضلات

2. نزلات البرد وفيتامين سي

لا يوجد دليل علمي قوي يشير إلى أن فيتامين C يمنع الإصابة بالزكام ²⁵. ومع ذلك، فإن تناول مكملات فيتامين C بشكل يومي قد يساعد في تقليل مدة الأعراض وشدتها في بعض الحالات. خاصة لدى الأفراد الذين يتعرضون لإجهاد بدني شديد أو ظروف بيئية قاسية.

3. أمراض العيون وفيتامين سي

أظهرت الدراسات أن تناول مكملات فيتامين C ضمن تركيبة من مضادات الأكسدة (مثل الزنك والفيتامين E والبيتا كاروتين) قد يساهم في إبطاء تقدم التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD) ²⁶. كما تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من فيتامين C من مصادر غذائية قد يكونون أقل عرضة للإصابة بإعتام عدسة العين (الساد).

نقص فيتامين C (Ascorbic Acid Deficiency)

بعد الاطلاع على أهمية فيتامين C ووظائفه الحيوية في الجسم، من المهم التطرق إلى نقصه الحاد، والذي قد يؤدي إلى حالة مرضية تعرف بداء الإسقربوط (Scurvy)  ¹ – ²⁷ – ³.

1. ما هو نقص فيتامين سي؟

نقص فيتامين C هو حالة تنجم عن عدم كفاية تناول هذا الفيتامين لفترة زمنية طويلة، مما يؤدي إلى استنفاد مخازنه في الجسم ²⁸ – ¹⁹ – ²⁹. عادةً ما تبدأ أعراض الإسقربوط بالظهور خلال 1 إلى 3 أشهر من تناول كميات غير كافية من فيتامين C (أقل من 10 ملغ يوميًا) ²⁸ – ³⁰ – ³¹.

2. ما هي الأعراض السريرية لنقص فيتامين سي؟

تظهر الأعراض الأولية عادةً بشكل غير نوعي، مثل الشعور بالإرهاق العام، الضعف، والضيق العام. ومع تفاقم النقص، يتأثر تخليق الكولاجين، مما يؤدي إلى ضعف الأنسجة الضامة.

1. أعراض نقص الفيتامين واضحة

تشمل الأعراض الأكثر وضوحًا:

• التهاب اللثة وتورمها، مع نزيف لثوي قد يؤدي إلى تخلخل الأسنان أو فقدانها ¹⁴ – ²⁹.
• ظهور بقع نزفية صغيرة (Petechiae) أو كدمات (Ecchymosis) على الجلد، خصوصًا في الأطراف السفلية.
• آلام مفصلية، وتأخر التئام الجروح.
• فرط التقرن الشعراني، ونمو الشعر بشكل لولبي (corkscrew hair) ¹¹ – ¹² – ¹⁴ – ²¹ – ¹⁹.
• اكتئاب واضطرابات مزاجية ²¹ – ³².

للمزيد: زيادة هرمون التستوستيرون: مكملات غذائية وطرق طبيعية

2. مضاعفات نقص الفيتامين

تشمل المضاعفات ما يلي:

المضاعفات المصاحبة لنقص فيتامين C المزمن قد يؤدي أيضًا إلى فقر دم ²¹ – ²⁹، نتيجة عدة عوامل منها:

• النزف المتكرر.
• ضعف امتصاص الحديد غير الهيمي، حيث أن فيتامين C يعزز امتصاصه في الأمعاء.

في الأطفال، قد يترافق النقص مع اضطرابات في نمو العظام نتيجة تعطل بناء الكولاجين في الصفيحة المشاشية (Epiphyseal Plate) ²¹، ما قد يسبب ألمًا شديدًا وصعوبة في الحركة. كما يعد داء الإسقربوط، في حال عدم علاجه، حالة خطيرة وقد تكون مميتة ²¹ – ³³.

من هم المعرضين لخطر نقص فيتامين C؟

يمكن أن يحدث نقص فيتامين C ¹ عند تناول الشخص كميات قليلة من الموصى بها يوميًا. وبالتالي، هناك بعض الفئات الأكثر عرضة من غيرها لخطر نقص فيتامين C، من بينها ما يلي:

1. المدخنون والمدخن السلبي

وضحت الدراسات العلمية أن الأشخاص المدخنين لديهم مستويات قليلة من فيتامين C في البلازما، وكريات الدم البيضاء مقارنة بغير المدخنين. ذلك يرجع جزئيًا إلى زيادة الإجهاد التأكسدي ¹⁹. ولهذا السبب، يحتاج الأشخاص المدخنين إلى 35 ملغ أكثر من Vitamin C يوميًا مقارنة بغير المدخنين.

بالإضافة إلى ذلك، التعرض للتدخين السلبي يقلل من مستويات Vitamin C. وبالتالي، يجب على المدخنون السلبيون الحفاظ على صحتهم وتناول كمية غذائية موصى بها من فيتامين C ¹⁴ – ¹⁹.

2. الرضع الذين يتغذون على حليب مغلي أو مبخر

في الدول المتقدمة، يتغذى الطفل الرضيع على حليب الأم و/أو حليب الأطفال الصناعي، وكلاهما مفيدان جدًا حيث يوفران فيتامين C بكميات وفيرة ¹⁹ – ⁵. ولأسباب كثيرة أخرى، من بينها نقص Vitamin C، لا ينصح بإطعام الرضع حليب البقر المبخر أو المغلي. هذه الممارسة قد تسبب نقص فيتامين C. لأن حليب البقر يحتوي على كمية قليلة من هذا الفيتامين، كما أن الحرارة قد تدمره ²¹.

للمزيد: فوائد السمن للجسم وعناصره الغذائية – Ghee

3. الأفراد الذين لديهم تنوع محدود في الطعام

بالرغم من أن الفواكه والخضروات تعد أفضل مصادر لفيتامين C. إلا أن الكثير من الأطعمة الأخرى تحتوي على كميات قليله منه. بالتالي، يجب اتباع نظام غذائي متنوع، يمكن معظم الناس من تلبية الكمية الغذائية الموصى بها من فيتامين C، أو على الأقل الحصول على ما يكفي منه للوقاية من داء الإسقربوط.

كذلك، قد لا يحصل الأشخاص الذين لا يتناولون كميات كافية من الطعام. مثل: كبار السن والمحتاجين، ومدمني الكحول والمخدرات، ومتابعي صيحات الطعام، والمصابين بأمراض عقلية، وأحيانًا الأطفال على كمية كافية من فيتامين C ¹⁴ – ²¹ – ³² – ²⁹.

4. الأشخاص الذين يعانون من سوء الامتصاص أو بعض الأمراض المزمنة

هناك مجموعة من الحالات الطبية، قد تقلل من امتصاص فيتامين C و/أو تزيد من الكمية التى يحتاجها الجسم بالفعل. كذلك، قد يكون الأشخاص الذين يعانون من هزال أو سوء امتصاص معوى حاد، وبعض مرضى السرطان، أكثر عرضة لخطر نقص Vitamin C ³⁴. كما قد تحد تراكيز أخرى منخفضة من الفيتامين لدى مرضى الفشل الكلوى، خاصة في مراحله النهائية للخاضعين لغسيل الكلى المزمن ³⁵.

فيتامين سي والصحة العامة

نظرًا لوظيفة فيتامين C أنه مضاد للأكسدة ودوره الفعال في وظيفة المناعة، حيث يتم الترويج له كوسيلة جيدة للمساعدة في الوقاية من حالات صحية كثيرة وعلاجها ¹. بالتالي، سوف نتعرف على الأمراض والاضطرابات الأربعة التالية التى قد يلعب فيها فيتامين C دورًا مهمًا لعلاجها أو الحد منها، من بينها ما يلي:

1. الوقاية من السرطان

تشير البيانات الوبائية إلى وجود علاقة عكسية بين زيادة استهلاك الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين C وتقليل خطر الإصابة بعدد من أنواع السرطان ³⁶ – ¹¹ – ¹². ويعتقد أن لفيتامين C دورًا في الحد من تكوّن المركبات المسرطنة داخل الجسم، مثل مركبات النيتروزامين – ³⁷، بالإضافة إلى تأثيره التنظيمي على الجهاز المناعي ¹⁴.

كما يعد فيتامين C أحد مضادات الأكسدة القوية التي قد تُسهم في تقليل الضرر التأكسدي المرتبط بحدوث الطفرات الجينية وتطوّر الخلايا السرطانية ¹¹.

أظهرت معظم دراسات الحالات والشواهد وجود ارتباط عكسي بين المدخول الغذائي من فيتامين C وخطر الإصابة بسرطانات الرئة، والقولون، والثدي، والمستقيم، وتجويف الفم، والبلعوم، والمعدة، والحنجرة، والمريء ¹² – ¹⁴. كما وُجد أن تركيزات فيتامين C في بلازما الدم غالبًا ما تكون منخفضة لدى المرضى المصابين بالسرطان مقارنة بالأفراد الأصحاء.

ومع ذلك، فإن نتائج التجارب السريرية العشوائية ما تزال غير حاسمة. إذ لم تُظهر معظم هذه الدراسات فاعلية تناول مكملات فيتامين C، سواء بمفرده أو بالاشتراك مع مغذيات أخرى، في تقليل خطر الإصابة بالسرطان عند تناوله بجرعات معتدلة. لذا، لا يُوصى حاليًا باستخدام مكملات فيتامين C كوسيلة وقائية ضد السرطان. إلا في سياق بحثي منظم أو تحت إشراف طبي ¹².

2. علاج السرطان

تشير بعض الدراسات إلى أن فيتامين C قد يكون له دور في علاج السرطان، لكن النتائج متباينة. في السبعينيات، لاحظ بعض الباحثين أن إعطاء جرعات عالية من فيتامين C لمرضى السرطان. قد يساعد في تحسين حالتهم العامة وإطالة فترة بقائهم على قيد الحياة ³⁸.

لكن تجارب سريرية لاحقة لم تؤكد هذه الفوائد. خاصة عندما أُعطي الفيتامين عن طريق الفم فقط ¹¹ – ³⁹ – ⁴⁰.

الأبحاث الحديثة تقترح أن إعطاء فيتامين C عن طريق الوريد يمكن أن يرفع مستوياته في الدم إلى حد قد يكون سامًا للخلايا السرطانية، دون أن يؤذي الخلايا السليمة. هذا النوع من الإعطاء قد يُنتج مادة تُسمى بيروكسيد الهيدروجين ⁴¹ – ⁴²، التي تُظهر تأثيرًا انتقائيًا على الخلايا السرطانية في المختبر.

ومع ذلك، لا تزال هذه الطريقة قيد الدراسة، ويجب على المرضى استشارة طبيبهم قبل استخدام فيتامين C بجرعات عالية، خاصة أثناء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، لتجنب التداخلات المحتملة.

للمزيد: فوائد زيت الزيتون للوقاية من الأمراض الخطيرة

3. أمراض القلب والأوعية الدموية

تشير البيانات الوبائية إلى وجود علاقة عكسية بين الاستهلاك المرتفع للخضروات والفواكه وانخفاض معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ¹¹ – ⁴³ – ⁴⁴. وقد يُعزى هذا التأثير الوقائي جزئيًا إلى المحتوى العالي من فيتامين C في هذه الأطعمة.

يُعرف فيتامين C بخواصه المضادة للأكسدة. حيث أظهرت الدراسات أن له دورًا في الحد من التصاق الخلايا الوحيدة (monocytes) بالبطانة الوعائية، وتحسين إنتاج أكسيد النيتريك (NO) المعتمد على وظيفة البطانة. مما يسهم في توسع الأوعية الدموية. كما يُعتقد أن له تأثيرًا في تقليل معدل موت الخلايا العضلية الملساء الوعائية. وبالتالي تعزيز استقرار اللويحات العصيدية. مما يقلل من احتمالية تطور تصلب الشرايين الحاد ¹² – ⁴⁵.

4. الضمور البقعي وإعتام العدسة المرتبط بالعمر

يُعد كلٌّ من الضمور البقعي المرتبط بالعمر (Age-related Macular Degeneration – AMD) وإعتام عدسة العين (Cataract) من أبرز الأسباب المؤدية إلى فقدان الرؤية لدى الأفراد المتقدمين في السن. ويُعتقد أن الإجهاد التأكسدي (Oxidative Stress) يلعب دورًا مهمًا في آلية تطوّر هاتين الحالتين المرضيتين. بناءً على ذلك، تم افتراض أن مضادات الأكسدة، مثل فيتامين C، قد تسهم في الوقاية من هذه الأمراض أو تأخير تقدمها.

وقد أظهرت دراسة سكانية أُجريت في هولندا على أشخاص تتجاوز أعمارهم 55 عامًا. أن المشاركين الذين تناولوا كميات مرتفعة من فيتامين C، إلى جانب البيتا كاروتين، والزنك، وفيتامين E. كانوا أقل عرضة للإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر ⁴⁶. ومع ذلك، فإن نتائج الدراسات الطولية اللاحقة لم تؤكد هذه العلاقة بشكل قاطع ⁴⁷.

ورغم أن الدلائل العلمية الحالية لم تُثبت بشكل حاسم تأثير مضادات الأكسدة في الوقاية من ظهور الضمور البقعي المرتبط بالعمر. إلا أن بعض الأدلة تشير إلى احتمال مساهمتها في إبطاء معدل تقدّم المرض لدى الأفراد المصابين ⁴⁸.

5. نزلات البرد الشائعة

في سبعينيات القرن الماضي، اقترح لينوس بولينج أن فيتامين C يمكنه الوقاية من نزلات البرد أو علاجها. لكن الدراسات اللاحقة أظهرت نتائج متضاربة مما أثار الجدل رغم استمرار الاهتمام العام بالموضوع ⁴⁹ – ⁵⁰.

مراجعة كوكرين عام 2007 حللت تجارب استخدمت 200 ملغ يوميًا على الأقل من فيتامين C سواء وقائيًا أو بعد ظهور الأعراض ⁵⁰. لم يقلل الاستخدام الوقائي خطر الإصابة لدى عامة الناس، لكنه خفض الإصابة بنسبة 50٪ في الرياضيين والجنود المعرضين لإجهاد بدني أو بيئات باردة، بجرعات بين 250 ملغ و1 غرام يوميًا. كما قلل مدة البرد بنسبة 8٪ لدى البالغين و14٪ لدى الأطفال. أما عند تناوله بعد بدء الأعراض، فلم يُحدث فرقًا في مدة أو شدة المرض.

بشكل عام، لا يقلل فيتامين C المنتظم (200 ملغ/يوم فأكثر) من خطر الإصابة بنزلات البرد لدى عامة الناس. لكن قد يفيد الفئات المعرضة للإجهاد أو نقص الفيتامين مثل كبار السن والمدخنين⁵¹. كما قد يخفف من مدة الأعراض بسبب تأثيره المضاد للهيستامين عند الجرعات العالية ⁵² – ⁵³. إلا أن تناوله بعد ظهور الأعراض لا يبدو فعالًا.

للمزيد: فوائد جوز الكاجو لتحسين الصحة العامة

التأثيرات الجانبية والتفاعلات لفيتامين سي

هناك معلومات مهمة حول التأثيرات الجانبية والتفاعلات لفيتامين C يجب العلم بها، تابع ما يلي:

1. التأثيرات الجانبية التي تحدث عند الإفراط في تناول فيتامين سي

يجب العلم، أن الآثار الجانبية الناتجة عن تناول فيتامين C بكميات كبيرة نادرة جدًا. ذلك لأن الجسم لا يقدر على تخزينة ⁵⁴. ومع ذلك، لا ينصح ابدًا بتناول جرعات من فيتامين C أكثر من 2000 ملغ يوميًا.

الجرعات العالية من الفيتامين ، قد تسبب لك مشاكل صحية، بما في ذلك: اضطرابات المعدة، والإسهال، ونادرًا قد يحدث حصوات الكلى. كما لا ينصح بتناول جرعات كبيرة من مكملات فيتامين C أثناء فترة الحمل. ذلك قد يؤدي إلى نقص فيتامين C لدى الجنين بعد الولادة، فكن حذرًا!

2. التداخلات الدوائية المحتملة مع فيتامين سي

يمكن أن يؤدي تناول فيتامين C بجرعات عالية إلى حدوث تفاعلات دوائية. هذه التفاعلات قد تؤثر على فعالية بعض العلاجات الدوائية أو تزيد من مخاطرها. خاصة لدى المرضى الذين يعانون من حالات طبية مزمنة ²³. ومن أبرز هذه التداخلات ما يلي:

1. الألومنيوم: يعزز فيتامين C من امتصاص الألومنيوم عند استخدامه بالتزامن مع أدوية تحتوي عليه، مثل مضادات الفوسفات. مما قد يشكل خطراً خاصاً على المرضى المصابين بقصور كلوي مزمن.
2. العلاج الكيميائي: قد يؤدي الاستخدام المتزامن لمضادات الأكسدة، كفيتامين C، مع أدوية العلاج الكيميائي إلى تقليل فعاليتها العلاجية. وهو ما يثير مخاوف بشأن التأثير على نتائج العلاج السريري.
3. الإستروجين:من الممكن أن يرفع فيتامين C مستويات الإستروجين في الدم عند استخدامه مع وسائل منع الحمل الفموية أو العلاج الهرموني التعويضي. مما قد يستدعي تعديل الجرعات أو مراقبة مستويات الهرمونات.
4. مثبطات إنزيم البروتياز (Protease Inhibitors):تشير بعض الدراسات إلى أن تناول فيتامين C عن طريق الفم بجرعات يومية قد يقلل من فعالية هذه الأدوية المضادة للفيروسات المستخدمة في علاج بعض حالات العدوى، مثل فيروس نقص المناعة البشرية.
5. أدوية خفض الكوليسترول: قد يُضعف فيتامين C تأثير النياسين والستاتينات (مثل الأتورفاستاتين) عند الاستخدام المتزامن. مما قد يؤثر على التحكم بمستويات الكوليسترول في الدم.
6. الوارفارين (Warfarin): يمكن أن تقلل الجرعات العالية من فيتامين C من فعالية الوارفارين. مما يستلزم مراقبة زمن البروثرومبين (PT) ومعايرة جرعة مضاد التخثر وفق الحاجة.

ختامًا

فيتامين سي هو عنصر غذائي أساسي لا غنى عنه لصحة الجسم العامة. من خلال دعم وظائف مثل تقوية المناعة، تحسين امتصاص الحديد، وتعزيز صحة الجلد والعظام. كما يُعتبر فيتامين سي أحد العناصر الحيوية التي يحتاجها الجسم بشكل يومي. كذلك، تناول كميات كافية منه عبر الغذاء أو المكملات يعزز من الوقاية من العديد من الأمراض ويقوي قدرة الجسم على التكيف مع التحديات البيئية والصحية. مع العلم أن نقص فيتامين سي قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل داء الأسقربوط. أخيرًا، يجب التأكد من استهلاك كميات كافية من هذا الفيتامين للتمتع بصحة جيدة.

للمزيد: فوائد تناول الثوم على الريق يوميًا

أسئلة شائعة حول فيتامين سي وفوائده

تابع مجموعة من الأسئلة الشائعة حول فوائد فيتامين سي للصحة العامة، من بينها ما يلي:

مصادر علمية

1. Vitamin C[↩][↩][↩][↩][↩][↩]
2. 10 Ascorbic Acid (Vitamin C)[↩]
3. Vitamin C Deficiency[↩][↩]
4. Vitamin C and your health[↩]
5. Bioavailability of vitamin C[↩][↩]
6. Ascorbic acid bioavailability in foods and supplements[↩]
7. Comparison of the absorption and excretion of three commercially available sources of vitamin C[↩][↩][↩]
8. Vitamin C metabolites, independent of smoking status, significantly enhance leukocyte, but not plasma ascorbate concentrations[↩]
9. Vitamin C Supplements[↩]
10. Vitamins and minerals[↩]
11. New developments and novel therapeutic perspectives for vitamin C[↩][↩][↩][↩][↩][↩]
12. Toward a new recommended dietary allowance for vitamin C based on antioxidant and health effects in humans[↩][↩][↩][↩][↩][↩]
13. Vitamin C (ascorbic acid): new roles, new requirements?[↩]
14. Vitamin C function and status in chronic disease[↩][↩][↩][↩][↩][↩][↩]
15. Vitamin C and Immune Function[↩]
16. Vitamin C function in the brain: vital role of the ascorbate transporter SVCT2[↩]
17. FoodData Central[↩]
18. Vitamin C – Vitamins and minerals[↩]
19. Dietary Reference Intakes for Vitamin C, Vitamin E, Selenium, and Carotenoids[↩][↩][↩][↩][↩][↩]
20. Vitamin C[↩]
21. An orange a day keeps the doctor away: scurvy in the year 2000[↩][↩][↩][↩][↩][↩][↩][↩]
22. What fruit and vegetables are rich in vitamin C and dietary fibre?[↩]
23. Vitamin C[↩][↩]
24. The Role of Vitamin C in Cancer Prevention and Therapy: A Literature Review[↩]
25. Common colds: Research summaries – Does vitamin C prevent colds?[↩]
26. Vitamin C and the Lens: New Insights into Delaying the Onset of Cataract[↩]
27. Vitamin C deficiency[↩]
28. Old world meets modern: a case report of scurvy[↩][↩]
29. Scurvy masquerading as leukocytoclastic vasculitis: a case report and review of the literature[↩][↩][↩][↩]
30. Vitamin C pharmacokinetics in healthy volunteers: evidence for a recommended dietary allowance[↩]
31. Criteria and recommendations for vitamin C intake[↩]
32. Scurvy identified in the emergency department: a case report[↩][↩]
33. An orange a day keeps the doctor away: scurvy in the year 2000[↩]
34. Micronutrient requirements of cancer patients[↩]
35. Vitamin C in chronic kidney disease and hemodialysis patients[↩]
36. Intravenous High-Dose Vitamin C in Cancer Therapy[↩]
37. Approaches to cancer prevention based on an understanding of N-nitrosamine carcinogenesis[↩]
38. Effect of the supplemental use of antioxidants vitamin C, vitamin E, and coenzyme Q10 for the prevention and treatment of cancer[↩]
39. Vitamin C: research update[↩]
40. Intravenously administered vitamin C as cancer therapy: three cases[↩]
41. Pharmacologic doses of ascorbate act as a prooxidant and decrease growth of aggressive tumor xenografts in mice[↩]
42. Losing and finding a way at C: new promise for pharmacologic ascorbate in cancer treatment[↩]
43. Antioxidant vitamins intake and the risk of coronary heart disease: meta-analysis of cohort studies[↩]
44. New developments and novel therapeutic perspectives for vitamin C[↩]
45. Vitamins and cardiovascular disease[↩]
46. Dietary intake of antioxidants and risk of age-related macular degeneration[↩]
47. Primary prevention of age related macular degeneration[↩]
48. Antioxidant vitamin and mineral supplements for slowing the progression of age-related macular degeneration[↩]
49. The significance of the evidence about ascorbic acid and the common cold[↩]
50. Vitamin C for preventing and treating the common cold[↩][↩]
51. The role of vitamin C in the treatment of the common cold[↩]
52. Vitamin C for preventing and treating the common cold[↩]
53. The antihistamine action of ascorbic acid[↩]
54. Vitamin C[↩]