
حساسية الجلد – دليل شامل حول أعراضها ومسببات حدوثها وطرق علاجها
تُعتبر حساسية الجلد واحدة من المشاكل الصحية التي تواجه الأطفال بشكل خاص. لذلك، يجب المتابعة مع طبيب أطفال متخصص في علاج أمراض التحسس الجلدي وردود الفعل الناتجة من الجهاز المناعي، منعًا من تسبب أعراض خطيرة على جلد الأطفال.
حساسية الجلد ليست مجرد عرض جلدي عابر، بل انعكاس لخلل أعمق في توازن الجهاز المناعي للجسم. وبينما يلمس البعض أعراضها في صورة حكة أو طفح بسيط، قد يعيش آخرون معها كمعاناة يومية تؤثر على جودة حياتهم وثقتهم بأنفسهم. إن فهم الأسباب الجذرية لحساسية الجلد وتحديد المحفزات المحتملة ليس رفاهية طبية، بل ضرورة للتشخيص الدقيق والعلاج الفعّال. من هذا المنطلق، نستعرض في هذا المقال رؤى طبية معاصرة حول هذا الاضطراب، وأنواعه، وأسبابه الخفية، مع التركيز على أهمية التدخل المبكر لتفادي تفاقم الأعراض وتحقيق الراحة المنشودة.
حساسية الجلد – Skin Allergy

يمكن أن يعاني كل من الأطفال والبالغين من مجموعة متنوعة من الأمراض الجلدية، والتي قد تكون مناعية أو تحسسية بطبيعتها. من أبرز هذه الحالات حساسية الجلد، والتي تنشأ نتيجة استجابة مفرطة من الجهاز المناعي تجاه مواد عادةً ما تكون غير ضارة لدى الأشخاص الأصحاء 1.
تحدث الحساسية الجلدية عندما يعتبر الجهاز المناعي مادة معينة – مثل حبوب اللقاح أو بعض الأطعمة أو الأدوية أو اللاتكس – على أنها تهديد، مما يؤدي إلى تفاعل التهابي. تتمثل وظيفة الجهاز المناعي الأساسية في التعرف على الكائنات الدقيقة الضارة، مثل الفيروسات والبكتيريا، والتخلص منها. ولكن في حالات الحساسية، يكون هناك خلل في هذه الاستجابة، حيث يتعامل الجسم مع مواد غير ضارة كما لو كانت مسببات مرضية، مما يؤدي إلى ظهور أعراض جلدية مزعجة.
تشمل المواد المسببة لهذه التفاعلات ما يعرف باسم “مسببات الحساسية” (Allergens)، وهي تختلف من شخص لآخر. عند تعرض الشخص الحساس لهذه المواد، قد تظهر عليه أعراض مثل الطفح الجلدي، الحكة، التورم، أو حتى حالات أكثر تعقيدًا.
للمزيد: تنظيف البشرة بعمق طرق فعالة للرجال والنساء داخل عيادة أمراض جلدية
الأمراض الجلدية التحسسية والمناعية
من أبرز الأمراض الجلدية التحسسية والمناعية المرتبطة بهذه التفاعلات:
- الأكزيما التأتبية (Atopic Dermatitis): وهي حالة مزمنة شائعة عند الأطفال والبالغين، تتميز بجفاف الجلد والحكة الشديدة.
- التهاب الجلد التماسي (Contact Dermatitis): يحدث نتيجة تلامس الجلد المباشر مع مادة مهيجة أو مسببة للحساسية.
- الشرى (Urticaria): يعرف أيضًا بالطفح الجلدي التحسسي، ويترافق مع بثور حمراء مرتفعة وحكة.
- الوذمة الوعائية (Angioedema): وهي تورم مفاجئ وعميق في الجلد، وغالبًا ما يصيب الوجه أو الشفتين أو الجفون.
- الطفح الجلدي (Skin Rash):وهو مصطلح عام يشير إلى التغيرات الجلدية التي قد تظهر كرد فعل مناعي أو تحسسي، وتشمل الاحمرار، الحكة، أو البقع المتناثرة، وقد يرافق الحالات السابقة أو يظهر كعرض مستقل.
تُعد هذه الحالات نتيجة لفرط نشاط الجهاز المناعي أو اضطراب في تنظيمه، مما يؤدي إلى استجابات غير ملائمة تجاه المحفزات الخارجية. يعتمد التشخيص والعلاج على تحديد المسبب الرئيسي، وقد يشمل العلاج مضادات الهيستامين، الكورتيكوستيرويدات الموضعية أو الفموية، وتجنب المهيجات أو المواد المسببة للحساسية.
أعراض حساسية الجلد
أعراض حساسية الجلد كثيرة، يجب معرفتها لبدء العلاج فورًا أن كنت مصابًا بواحدة منها أو أكثر 2، تابع ما يلي من الأعراض المسببة للحساسية:
- تورم الشفاه
- تورم الوجه
- العطس
- تورم العينين
- سيلان الأنف
- تورم اللسان
- ضيق الحلق
- طفح جلدي
- صداع
- ألم في البطن
- القيء
- عيون حمراء ودامعة
- حكة في العيون
هذه كانت مجموعة من أعراض حساسية الجلد. لذلك، في حال كنت مصابًا بواحدة منها أو أكثر، يجب مراجعة الطبيب المعالج للكشف الطبي عن الحالة التحسسية التي تعاني منها، وبدء العلاج سريعًا.
كما لا يجب أن تشخص نفسك بنفسك. ذلك لأن الأعراض وعلامات حساسية الجلد شائعة في الكثير من الحالات الطبية الأخرى. لذلك، يجب مراجعة طبيبك الخاص للتشخيص والعلاج المناسب.
للمزيد: أحدث طرق علاج النظر المختلفة باستخدام تقنية اكزيمر ليزر وفيمتو ليزك
مسببات حساسية الجلد
تعرف المواد التي تُحرّض الجهاز المناعي لدى الأشخاص الحساسين وتؤدي إلى ظهور أعراض تحسسية بأنها “مُحسِّسات” أو “مُسبِّبات الحساسية” (Allergens). وتحدث الحساسية الجلدية عندما يتعرف جهاز المناعة على هذه المواد على أنها ضارة، رغم أنها عادةً ما تكون غير مؤذية لدى معظم الأشخاص 2.
لا يشترط أن تحتوي كل مُسبِّبات الحساسية على بروتين في صورتها الأصلية. إذ إن بعض المواد قد تصبح “محسسة” فقط بعد أن تتحد مع بروتينات الجسم، مُشكّلة معقدات تحفز الاستجابة المناعية.
أنواع مُسببات الحساسية الجلدية الشائعة تشمل:
1. أطعمة قد تحسبب حساسية الجلد
بعض الأطعمة قد تسبب تفاعلات تحسسية جلدية، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية غذائية، وتشمل:
- القشريات (كالروبيان وسرطان البحر)
- الأسماك
- الحليب ومنتجات الألبان
- البيض
- المكسرات (كالجوز والبندق)
- الفول السوداني
- السمسم
- الصويا
2. نباتات قد تسبب حساسية الجلد
- حبوب اللقاح من الأشجار والنباتات المزهرة والأعشاب.
- بعض النباتات التي قد تسبب التهاب الجلد التماسي عند لمسها (مثل اللبلاب السام).
3. أدوية قد تسبب حساسية الجلد
- المضادات الحيوية مثل البنسلين.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الأسبرين).
- بعض المستحضرات العشبية.
4. الحشرات التي قد تسبب حساسية الجلد
- لسعات الحشرات مثل النحل والدبابير.
- حشرات منزلية مثل عثة الغبار.
- القراد (يمكن أن يسبب حساسية للّحوم لدى البعض).
5. العفن الذي قد يسبب حساسية الجلد
- الأبواغ الفطرية المحمولة في الهواء التي تنتجها بعض أنواع الفطريات.
6. مواد كيميائية قد تسبب حساسية الجلد
- مواد التنظيف المنزلية.
- اللاتكس (المطاط الطبيعي) المستخدم في القفازات والأدوات الطبية.
- العطور ومستحضرات التجميل والصبغات.
7. وبر الحيوانات قد يسبب حساسية الجلد
- قشور الجلد الجافة (dander) والشعر واللعاب من الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب.
أعراض حساسية الجلد قد تتفاوت في شدتها، وتشمل:
- الطفح الجلدي (Rash)
- الإكزيما (Eczema)
- الشرى (Urticaria)
- الوذمة الوعائية (Angioedema)
- التهاب الجلد التأتبي (Atopic Dermatitis)
- التهاب الجلد التماسي (Contact Dermatitis)
إذا كنتَ من الأشخاص المعرضين للإصابة بالحساسية الجلدية، فمن الضروري التعرف على المُسبِّبات المحتملة وتجنب التعرض لها، واستشارة الطبيب المختص في حال ظهور الأعراض لتحديد السبب ووصف العلاج المناسب.
للمزيد: أفضل طرق العناية بالبشرة لجميع أنواع البشرة
أنواع الأمراض الجلدية المرتبطة بحساسية الجلد
إليك مجموعة من أنواع الأمراض الأخرى التى تسبب حساسية الجلد، تابع ما يلي:
1. التهاب الجلد التماسي (Contact Dermatitis)
التهاب الجلد التماسي هو حالة جلدية التهابية تحدث نتيجة لتلامس الجلد مع مواد تسبب تهيجًا مباشرًا (التهاب تماسي مهيج) أو مواد تُحفّز الجهاز المناعي وتسبب تفاعلًا تحسسيًا (التهاب تماسي تحسسي) 3.
أنواع التهاب الجلد التماسي
يُصنَّف هذا الالتهاب إلى نوعين رئيسيين:
- التهاب الجلد التماسي المهيج (Irritant Contact Dermatitis): وهو النوع الأكثر شيوعًا، ويحدث بسبب تلامس الجلد مع مواد مهيجة مثل الصابون القوي، منظفات الغسيل، الشامبو، منعمات الأقمشة، وبعض المواد الكيميائية، أو نتيجة التعرض المتكرر والمفرط للماء، مما يضعف الحاجز الواقي للجلد.
- التهاب الجلد التماسي التحسسي (Allergic Contact Dermatitis): يحدث عندما يُطوّر الجهاز المناعي استجابة تحسسية تجاه مادة معينة. تشمل المواد الشائعة المسببة: النيكل (الموجود في المجوهرات والمفاتيح والعملات)، اللاتكس (في القفازات الطبية)، المواد اللاصقة، بعض الأدوية الموضعية، طلاء الأظافر، وبعض النباتات (مثل اللبلاب السام).
للمزيد: زيادة هرمون التستوستيرون: مكملات غذائية وطرق طبيعية
أعراض التهاب الجلد التماسي
- تشمل الأعراض الشائعة لالتهاب الجلد التماسي: احمرار الجلد، الحكة الشديدة، ظهور طفح جلدي، بثور أو فقاعات، جفاف وتقشر الجلد، وقد يشعر المريض بحرقان أو وخز في المنطقة المصابة.
- التهاب الجلد التماسي الضوئي (Photoallergic Contact Dermatitis): في بعض الحالات النادرة، لا تظهر الأعراض إلا بعد تفاعل الجلد مع مادة معينة بالتزامن مع التعرض لأشعة الشمس. تعرف هذه الحالة بـ”التهاب الجلد التماسي التحسسي الضوئي”، وقد تحدث عند استخدام بعض المنتجات مثل واقيات الشمس، العطور، كريمات الحلاقة، أو بعض الأدوية الموضعية التي تحتوي على مركبات حساسة للضوء.
2. الطفح الجلدي (Skin Rash)
الطفح الجلدي هو مصطلح طبي يستخدم لوصف تغيرات غير طبيعية في لون أو ملمس الجلد، وقد يظهر على شكل احمرار، حكة، تورم، تقشر، أو حتى بثور وفقًا لنوع السبب المؤدي إليه. ويعد أحد الأعراض الجلدية الشائعة، ويرتبط بمجموعة واسعة من الحالات الصحية 4.
تتعدد أنواع الطفح الجلدي، فبعضها يسبب حكة خفيفة، بينما قد يترافق البعض الآخر مع ألم أو حرقة أو تقشر أو تشقق في الجلد. وفي بعض الحالات، قد تظهر بثور أو نتوءات، وقد يكون الجلد المصاب رطبًا أو جافًا.
تعد التهابات الجلد التماسّية (Contact Dermatitis) أحد أكثر أنواع الطفح شيوعًا، وتنجم عن ملامسة الجلد لمواد مهيجة أو مسببة للحساسية، مثل بعض المنظفات، المعادن، أو النباتات كاللبلاب السام. يترافق هذا النوع غالبًا مع احمرار وحكة وقد تظهر بثور أو تقرحات صغيرة في موضع التلامس.
يمكن أن يظهر الطفح الجلدي بشكل مفاجئ أو يتطور تدريجيًا خلال عدة أيام. وعلى الرغم من أن العديد من الحالات تكون بسيطة وتزول من تلقاء نفسها، إلا أن بعض الأنواع قد تكون مزمنة وتحتاج إلى تدخل طبي وعلاج مستمر.
نظرًا لتعدد أسباب الطفح الجلدي، من الضروري تحديد نوعه وسببه بدقة قبل البدء في أي علاج. وقد تكون الأسباب ناتجة عن العدوى (فيروسية أو بكتيرية أو فطرية)، أو تفاعلات تحسسية، أو أمراض مناعية ذاتية، أو عوامل وراثية.
يوصى بمراجعة الطبيب المختص في حال كان الطفح شديدًا، أو استمر لفترة طويلة، أو ترافق مع أعراض جهازية مثل الحمى، أو في حال وجود تورم أو خروج قيح من المنطقة المصابة.
تتضمن خيارات العلاج الشائعة: استخدام مرطبات الجلد، كريمات الستيرويد الموضعية لتقليل الالتهاب، مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر مضادات حيوية أو مضادات فطرية حسب السبب.
للمزيد: فيتامين سي أو حمض الإسكوربيك: الفوائد وعوامل خطر نقص Vitamin C
3. التهاب الجلد التأتبي أو الأكزيما (Atopic Dermatitis)
يعدّ التهاب الجلد التأتبي، والذي يُعرف أيضاً بالأكزيما، من أكثر الأمراض الجلدية الالتهابية المزمنة شيوعاً، وخاصةً في مرحلة الطفولة. تشير الإحصائيات إلى أن ما يقرب من 20% من الرضع يصابون به، بينما تنخفض النسبة لدى البالغين لتصل إلى نحو 10% 5.
تتمثل أحد أبرز أسباب الإصابة في وجود خلل في الحاجز الجلدي، مما يؤدي إلى فقدان الرطوبة وجفاف الجلد، وبالتالي سهولة تعرضه للمهيجات البيئية والمواد المُحسسة. هذا الخلل قد يكون ناجماً عن عوامل وراثية، من أبرزها وجود طفرة في جين الفيلاجرين (Filaggrin)، والذي يسهم في تنظيم تماسك الخلايا القرنية في البشرة ووظيفة الحاجز الجلدي. وتظهر الدراسات أن حوالي نصف المصابين بالأكزيما الشديدة يحملون هذه الطفرة الجينية.
في بعض الحالات، قد تتفاقم الأعراض لدى الأطفال عند تناول أطعمة معينة، مثل الحليب أو البيض أو المكسرات، مما يشير إلى وجود دور محتمل لحساسية الطعام في تهيّج الحالة، خاصةً في سن الطفولة المبكرة.
من المهم التنويه إلى أن الحكة المصاحبة للأكزيما ليست ناجمة بشكل رئيسي عن مادة الهيستامين، على عكس ما يحدث في حالات الشرى (الأرتيكاريا). ولهذا السبب، قد لا تكون مضادات الهيستامين فعالة دائماً في التخفيف من الحكة لدى مرضى الأكزيما.
يلاحظ أيضاً أن التهاب الجلد التأتبي غالباً ما يترافق مع حالات تحسسية أخرى مثل الربو التحسسي، والتهاب الأنف التحسسي (حمى القش)، وحساسية الطعام، وهو ما يعرف بمسيرة التأتب (Atopic March)، حيث تتطور هذه الاضطرابات بشكل متسلسل لدى بعض المرضى بدءاً من الطفولة.
4. الشرى (Urticaria)
الشرى (Urticaria) هو عبارة عن اضطراب جلدي يتسم بظهور آفات مرتفعة عن سطح الجلد، حمراء اللون ومثيرة للحكة. كما يمكن أن تظهر في أي مكان من الجسم، بالإضافة إلى تنوعها في الحجم والشكل، وقد تختفي وتعود للظهور في مناطق مختلفة 6.
تصنف حالات الشرى إلى نوعين، وهما:
- الشرى الحاد: وهذه تستمر إلى أقل من 6 أسابيع، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن تفاعل تحسسي مع مواد معينة، بما في ذلك: بعض الأطعمة والأدوية واللقاحات أو لسعات الحشرات. كما قد ينجم عن عدوى بكتيرية أو فيروسية، خاصة لدى الأطفال. كذلك، يمكن أن تثيره العوامل الفيزيائية، بما في ذلك: البرد، الحرارة، التمارين الرياضية، التعرق، والضغط على الجلد أو التعرض للشمس.
- الشرى المزمن:هذا النوع يستمر لأكثر من 6 أسابيع، وقد يظهر بشكل يومي أو متقطع لعدة أشهر أو سنوات. في الغالب، لا يُعرف السبب بشكل دقيق، ونادرًا ما يكون مرتبطًا بالحساسية الجلدية. ولهذا لا ينصح بإجراء فحوصات موسعة روتينية، بما في ذلك: تحاليل الدم العامة أو اختبارات التحسس. ذلك لأنها نادرًا ما تساعد في تحديد السبب أو تغيير خطة العلاج.
يمكن علاجها عبر استخدام مضادات الهيستامين، وهو الخط الدفاعي الأول لعلاج كلا النوعين من الشرى. وإذا لم تجد نفعًا من حالات الشرى المزمن، فقد يوصى الطبيب المعالج بأخذ علاجات إضافية، بما في ذلك: أوماليزوماب (Omalizumab)، وهو عبارة عن جسم مضاد وحيد النسيلة، يُستخدم لعلاج الحالات المقاومة لمضادات الهيستامين.
من المهم الابتعاد عن المثيرات، ذلك في حال تم تحديد عامل مسبب بما في ذلك: نوع معين من الطعام أو الدواء، فيجب تجنبه نهائيًا. ومع ذلك، فإن معظم حالات الشرى المزمن ليس لها مسبب واضح.
5. الوذمة الوعائية (Angioedema)
بالحديث عن الوذمة الوعائية (Angioedema)، فهي حالة مرتبطة بالشرى أحيانًا. كما تتميز بحدوث تورم عميق في طبقات الجلد والأنسجة تحت الجلد، خاصة في الجفون والشفتين واللسان واليدين والقدمين. لكن غالبًا لا تكون مصحوبة بالحكة أو الاحمرار. كما قد تظهر مع الشرى أو بشكل مستقل. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب تقييمًا خاصًا، خصوصًا إذا أثرت على مجرى التنفس.
للمزيد: الطحالب الضارة والسموم التي تنتجها: ما يجب أن تعرفه لحماية نفسك وبيئتك
أفضل الأساليب الطبية لعلاج حساسية الجلد
تعتمد آلية علاج حساسية الجلد على تحديد العامل المسبب وتخفيف الأعراض المصاحبة 7. تتوفر خيارات علاجية متعددة، وينصح بمناقشتها مع الطبيب المختص لاختيار الأنسب وفقًا للحالة الفردية، وتشمل:
1. تجنّب المحفزات المسببة للحساسية
الابتعاد عن العوامل المهيجة يعد من الركائز الأساسية للوقاية من نوبات التحسس. يساعد الطبيب في تحديد هذه المحفزات ووضع خطة متكاملة لتقليل التعرض لها قدر الإمكان.
2. استخدام الأدوية المضادة للحساسية
بحسب نوع وشدة الأعراض، قد يصف الطبيب مجموعة من الأدوية التي تهدف إلى تهدئة استجابة الجهاز المناعي والحد من التهيج الجلدي. تتنوع هذه الأدوية بين مضادات الهيستامين، أو الكورتيكوستيرويدات، وتتوفر بأشكال مختلفة مثل الأقراص، أو الكريمات الموضعية، أو القطرات، أو البخاخات.
3. العلاج المناعي (Immunotherapy)
يُعد خيارًا فعالًا في الحالات المزمنة أو عند فشل العلاجات التقليدية. يتضمن هذا النوع من العلاج إعطاء المريض جرعات تدريجية من مسببات الحساسية عبر الحقن، بهدف تعزيز تحمل الجهاز المناعي وتقليل شدة التفاعل بمرور الوقت. غالبًا ما يستغرق العلاج المناعي فترة تمتد لعدة سنوات لتحقيق نتائج مستدامة.
4. الإبينفرين لحالات الطوارئ
في الحالات التي تترافق مع تفاعلات تحسسية شديدة (مثل صدمة الحساسية)، يُوصى بحمل قلم الإبينفرين (Epinephrine auto-injector) بشكل دائم. يعمل على تقليل الأعراض الخطيرة مؤقتًا لحين الوصول إلى الرعاية الطبية الطارئة.
ملاحظة ختامية: رغم توفر خيارات علاج فعالة، فإن المتابعة المنتظمة مع الطبيب تظل أمرًا أساسيًا لضمان التحكم في الأعراض وتقييم احتمالية تكرار الحالة مستقبلًا. لذلك، التزامك بالخطة العلاجية وتواصلك المستمر مع الطبيب يعزز فرص الشفاء ويقلل من نوبات التحسس المستقبلية.
للمزيد: فوائد تناول الجبن القريش كل يوم منها التخسيس وبناء العضلات
ختامًا
في النهاية، حساسية الجلد تمثل مزيجًا من العوامل البيئية، المناعية، والوراثية التي تتفاعل ضمن آلية معقدة داخل أجسامنا. إن تجاهل الأعراض أو محاولة التعامل معها بعشوائية قد يؤدي إلى تدهور الحالة، وربما يؤثر في أنظمة أخرى كالجهاز التنفسي أو الهضمي. لذا، من الضروري اعتبار أي تغير جلدي مستمر مؤشراً يستدعي استشارة طبية متخصصة. المعرفة الدقيقة بالمحفزات الفردية، واتباع نمط حياة واعٍ، وتوفير الدعم النفسي للمصابين، قد يُحدث فارقًا كبيرًا في إدارتها والحد من تأثيرها على الحياة اليومية. فحساسية الجلد ليست نهاية، بل بداية لفهم أعمق لجسمك وكيفية العناية به بذكاء.
أسئلة شائعة حول حساسية الجلد
تابع مجموعة من الأسئلة الشائعة عن حساسية الجلد، إليك التالي:
نعم، في بعض الحالات، خاصة لدى الأطفال، قد تتراجع شدة الأعراض أو تختفي تمامًا مع تقدم العمر نتيجة نضج الجهاز المناعي. لكن ذلك ليس قاعدة عامة، ويتطلب تقييمًا طبيًا دوريًا.
بشكل مباشر لا، لكنها قد تكون جزءًا من منظومة تحسسية أوسع مثل الربو أو حساسية الطعام، ما يستدعي التعامل معها بحذر ومراقبة تطور الأعراض على مستوى الجسم ككل.
نعم، هناك علاقة مثبتة بين التوتر النفسي وتهيج الجلد، حيث يمكن أن يؤدي القلق المزمن إلى زيادة الالتهاب، وتحفيز نوبات الأكزيما أو الطفح الجلدي.
الشرى يظهر على هيئة بثور سطحية حمراء مثيرة للحكة، بينما الوذمة الوعائية تتسم بتورم عميق في الجلد غالبًا دون حكة، وقد تشكل خطرًا إذا أثرت على مجرى التنفس.
نعم، خاصة تلك الناتجة عن حبوب اللقاح أو العفن أو بعض النباتات، وتزداد شدتها في فصول معينة كالربيع أو الخريف.
إذا صاحب الطفح الجلدي صعوبة في التنفس، أو تورم في اللسان أو الوجه، أو استمر الطفح لأكثر من أسبوع دون تحسن، فيجب التوجه فورًا إلى الطبيب المختص.
- Skin Allergies[↩]
- Allergies explained[↩][↩]
- Skin Allergy[↩]
- Rashes – Also called: Dermatitis, Skin rash[↩]
- Skin Allergy[↩]
- Allergic Skin Conditions[↩]
- Skin Allergies – Diagnosis and Treatment[↩]